أنا شاعر .. أنا إنسان ... شعر / أحمد الشيخ

على أسوارِ قصرٍ من قصورِ الجانْ
وجدتُ هناكَ مِحبرةً مُعبأةً ..
و قرطاساً بِلا ألوانْ ..
وجدتُ
قصيدتي الحيرى بلا عنوانْ !
و رحتُ أبوحُ في شعري
بكلِّ جراءةٍ تُذْكرْ
بلا كتمانْ
كأني أغوصُ في بحرٍ
بلا شطآنْ
فقلتُ كلامَ أهلَ الشِّعرْ
و أهلَ السِّحرْ
و جبتُ البحرْ ..
و خضتُ النهرْ ..
نَسِيتُ هناكْ
عصورَ القهرْ ..
وقفتُ هناكْ
على أسوارِ هذا القصرْ
أُردِّدُ أَنَّني إنسانْ
و أني أكرهُ الشيطانْ
و لستُ أهابْ
مِنَ السُّلطانْ ..
أنا شاعرْ .. أنا إنسانْ ..
سمعتُ هناكَ
هَمهمةً .. و جَلجلةً ..
و خَشخشةً .. و صَلصلة ً ..
سمعتُ هناكَ
مَنْ يدعوني :
( يا أحمدْ ) ..تعالى إليّ
أنا السجّانْ
فقلتُ : لماذا تدعوني ؟
و ما جُرْمي ؟
فقالَ : نداءْ
( أنا شاعرْ .. أنا إنسانْ )
فتلكَ جريمةٌ كبرى ..
ألا تعلمْ بأنَّك تُزعجُ السُّلطان ؟!
و ما أغراكَ أن تسخرْ
من الشيطانْ ؟!
أَمَا تدري بأنَّك كنتْ
على سورٍ
لقصرٍ مِنْ قصورِ الجانْ ؟!
فقلتُ : أيُّهَا السَّجَّانْ ..
أنا شاعرْ .. أنا إنسانْ
و سوفَ أبثُ كلماتي بكلِّ مكانْ ..
و لا يعنيني ما تحكي عَنِ السُّلطانْ ..
أنا أكرهُ السلطانْ ..
أنا أكرهُ الشيطانْ ..
أنا إنسانْ .. أنا إنسانْ
و فجأةْ ..
وَجدتُني أَحلمْ !!
نَعَمْ أَحلمْ !!
فقلتُ : أعوذُ باللهِ من الشيطانْ ..
من السلطانْ .. من السجانْ ..
أنا شاعر ْ .. أنا إنسانْ ..